من هدي النبي صلى الله عليه وسلم

من هدى محمد صلى الله عليه وسلم اعداد صبري أبو رحمة

عن انس رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (وجبت) ثم مروا بأخرى فاثنوا عليها شرا فقال : ( وجبت) فقال عمر رضي الله عنه : ما وجبت؟ فقال : ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار انتم شهداء الله في الأرض) متفق عليه ، اللهم اجعلنا من أهل الجنة وباعد بيننا وبين النار، اللهم أمين. وفي محاولة لفهم سبب اعتماده صلى الله عليه وسلم لرأي أصحابه أود أن أسجل النقاط التالية :

- المعيار الذي استند إليه الصحابة معيار منبثق من فهمهم للدين ومقاصده ، لم يكن مرتكزا على مصالح شخصية أو حزبية أو دنيوية ، لان الآخرة وما فيها من نعيم مقيم كانت مقدمة عندهم على الدنيا وما فيها من نعيم زائل تعقبه الحسرة والندامة ان لم يكن حلالا طيبا.

- شهادة الصحابة للمتوفى الأول التي وجبت له الجنة شهادة مبنية على ما عرفوا عنه من خلال المعاملة معه والاحتكاك به ، وعادة يشهد المسلمون لرجل بالصلاح إذا توفرت فيه خصال طيبة تتوافق مع شريعة الله وما تستحسنه الفطرة السليمة، ومن هذه الخصال القيام بأداء أركان الإسلام من شهادة وصلاة وصدقة وصيام وحج ، ومنها بذل المسلم جزء من وقته وماله لإخوانه الذين هم في حاجة إلى ذلك ، ومنها انه رجل سمح إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى وهو يحب لإخوانه ما يحب لنفسه ويعتبر نفسه واحدا منهم يفرح لفرحهم ويهمه أمرهم " من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم" ، وهو مرب لأولاده محسن لجاره رحيم بإخوانه يقول خيرا أو يصمت غاض لبصره، بكلمات مختصرة هو شخص ايجابي تشرب معاني وأهداف الشريعة، حسن العلاقة مع الله حسن الأخلاق مع عباد الله فوجبت له الجنة.

-أما الأخر الذي وجبت له النار فقد كرهه الصحابة، ولكن لماذا يكره الصحابة شخص ما؟ يكرهونه إذا طمع في أموال الناس ، أو أطلق لنفسه العنان في إعراضهم ولم يحب لهم ما يحب لنفسه بل اعتبر نفسه أولية على غيره بالحلال أو بالحرام لا يهمه ذلك ، ولا يبذل من ماله ولا وقته ، وهو شخص صعب المعاملة جافي المعاشرة ، بذيء اللسان هاجر لبيوت الرحمن ، لا يشارك في أعمال الخير ينفر الناس منه ، بكلمات مختصرة هو شخص علاقته مع الله ليست على ما يرام وسيئ الخلق مع الناس فلذلك وجبت له النار. -أدعو إخواني المسلمين جميعا إلى التمسك بدينهم وحسن العلاقة مع ربهم وحسن الخلق مع الناس جميعا لان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، وان يبتعدوا عن سوء الخلق لان سيئ الخلق بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة ، اللهم ارزقنا حسن العلاقة مع الله والناس حتى يشهد لنا إخواننا بالخير فنكون من أهل الجنة اللهم أمين.